الدليل الفطري على وجود الله
الدليل الفطري على وجود الله
قال السيد الخميني في الأربعون تحت عنوان في بيان ان اصل وجود المبدأ المتعالي جل وعلا من الأمور الفطرية :وهذا يتضح بعد التنبيه إلى مقدمة واحدة هي :أن الأمور الفطرية التي جبلت عليها سلسلة بني البشر بأكملها بحيث انك لن تجد فردا واحدا في كل المجموعة البشرية يخالفها وان العادات والأخلاق والمذاهب والمسالك وغيرها لايمكن أن تبدلها ولا أن تحدث فيها خللا (انها الفطرة التي تعشق الكمال )فأنت أن تجولت في جميع الأدوار التي مر بها الإنسان واستنطقت كل فرد من الافراد وكل طائفة من الطوائف وكل ملة من الملل تجد هذا العشق والحب قد جبل في طينته فتجد قلبه متوجها نحو الكمال بل إن ما يحدد الإنسان ويدفعه في سكناته وتحركاته وكل العناء والجهود المضنية التي يبذلها كل فرد في مجال عمله وتخصصه إنما هو نابع من حب الكمال على الرغم من وجود منتهى الخلاف بين الناس فيما يرونه من الكمال
فكل يجد معشوقه في شي ظانا أن ذلك هو الكمال وكعبة الامال فيتخيله في أمر معين فيتوجه إليه ويتفانى في سبيله تفاني العاشق
وهكذا يعدد مصاديق الوهم بحيث يتوجهون فطريا للكمال لكنهم يخطئون في المصداق ولكن الكمال الحقيقي الذي تقف عنده القلوب وتطمئن هو فقط الكامل الأكمل الله جل جلاله
فيها أيها الهائمون في وادي الحسرات والضائعون في صحاري الضلالات بل أيتها الفراشات الهائمة حول شمعة جمال الجميل المطلق وياعشاق الحبيب الخالي من العيوب والدائم الأزلي عودوا قليلا إلى كتاب الفطرة وتصفحوا كتاب ذاتكم لتروا أن قلم قدرة الفطرة الإلهية قد كتب فيه (اني وجهت وجهي للذي فطر السموات والأرض )
إذن هو قياس من مقدمتين الأولى ان الانسان محب للكمال ولن يهدأ قلبه حتى يجد الكمال المطلق ولكنه يخطأ في المصداق وهنا تسمى الهداية التكوينية ويأتي دور الهداية التشريعية في بيان المصداق وهو الله وهنا يأتي دور الدليل الفطري على وجود النبوة.